نافذه بقلم القاضي طه عبدالرؤوف
☆ زميلي المحامي ،،
أسمع أنينا من بعض الزملاء المحامين من تجاوز بعض القضاة و أعضاء النيابة العامة في التعامل معهم و عدم احترام مهنتهم .
كمبدأ عام ،
المحاماة مهنة إنسانية و رسالة سامية ، و القاضي المدرك لعظمة تلك الرسالة هو من يطوعها و يطوع الحاملين لها في تحقيق المصلحة المرجوة منها ،
القاضي هو من يجعل المحامي محبا لمهنته و محترما لرسالته و حريصا على حملها بأمانة و إخلاص و مسؤولية .
حين يشعر المحامي بأنه يتعامل مع قاض يحترم و يقدر مهنة المحاماة ، يبدع المحامي و يكون خير عون للعدالة ،
أما إذا شعر المحامي بأن القاضي ينظر إليه و إلى مهنة المحاماة نظرة دونية و مهنة استرزاق و تحقيق ربح ، فإن ذلك يؤدي إلى عدم تناغم بين رسالة القضاء و رسالة المحاماة و يجعل كلا منهما خصما لدودا للآخر .
زميلي المحامي :
عن نفسي ، أنا أطمئن حين أنظر قضايا يترافع فيها محامون ، لأن حوارنا و جدلنا لغته واحدة ، و تفاهمنا لغته واحدة ، هي لغة القانون .
و بناء على ذلك التفاهم و تلك اللغة ، لا تستغرق القضايا التي يترافع فيها محامون الجهد و الوقت التي تستغرقها القضايا الأخرى .
زميلي المحامي :
مهنتك غيرت أنظمة حكم ، و عدلت تشريعات و قوانين ، و أعادت الحقوق لطالبيها ، و نصرت المظلوم ، و انتصرت على الظالم ،
فلا تيأس و لا تقهر ، ومن لا يدرك أهمية رسالتك سيدرك حين يجد نفسه وحيدا فقيرا لحماة القانون حين يحتاج القانون ليدافع عنه ، و حين يحتاج القانون لكتائب تذود عنه .
زميلي المحامي :
حين أقول بأنك زميلي ، لا أجاملك ، و لا أتملق لك ، و لا أعتبر ذلك نزولا من علو ، و لا استحقارا لهيبة قاض و استخفافا بها !!
أنت زميلي في تحقيق العدالة و نشر العدل بين الناس ،
لأنني أطبق القانون و أعمل بنصوصه و روحه ، و أنت تدافع و تحامي و تحمي وفقا لنصوص القانون و روحه ،
فقط ، كل ما بيننا منصة كتعبير واقعي بأنها الحكم و الحسم فيما يتم الترافع به أمامي .